گروه عربی بروجرد
درباره وب
نويسندگان
موضوعات وب
لينک دوستان
تبادل لینک هوشمند
برای تبادل لینک ابتدا ما را با عنوان گروه عربی بروجرد و آدرس www.arabi-borujerd.lxb.ir لینک نمایید سپس مشخصات لینک خود را در زیر نوشته . در صورت وجود لینک ما در سایت شما لینکتان به طور خودکار در سایت ما قرار میگیرد.
برچسبها وب
لينک هاي مفيد
إن الشعر الفلسطینی یشوق أی باحث لتناول موضوع توظیف التراث فیه , ولكنی أردت أن یكون بحثی أكثر عمقا وتفصیلا , وذلك من خلال إفراده لدراسة التراث فی شعر احد الشعراء الفلسطینیین , ولیس بشكل عام , وقد وقع اختیاری على الشاعر الفلسطینی معین بسیسو بعد أن قمت بقراءة مجموعة من دواوین الشعراء الفلسطینیین , فوجدت فی شعر معین بسیسو توظیفا كبیرا للتراث , كما أن شعره جذبنی كثیرا لموضوع الدراسة لما فی هذا الشعر أصالة وعراقة , فمعین بسیسو شاعر ثوری أمضى حیاته فی رفض القهر والعدوان المسلط على رقاب الشعب الفلسطینی.
ولا شك أن عملیة توظیف التراث عملیة لیست بالیسیرة ؛ لأنها تعتمد على استدعاء النصوص التراثیة الغائبة , وتضمینها فی بنیة النص الحاضر , لیحدث نوعا من التلاحم البنیوی بین كلا النصین , وهذا یتوقف بالطبع على اتساع الجانب المعرفی والثقافی بالتراث من ناحیة , ومن ناحیة أخرى یتوقف على مدى إمكانیة امتلاك الشاعر لأدوات التوظیف المختلفة , والتی یظهر مدى توفرها عند الشاعر من خلال عملیة تحلیل وتذوق قصائده .
وبما أن هناك اختلاف على تحدید مفهوم التراث ومادته , فقد بدأت دراستی هذه بتمهید تلاه ثلاثة فصول , اشتمل التمهید على توضیح لمفهوم التراث قدر الإمكان , بالإضافة إلى أشكال هذا التراث ومصادره المختلفة التی نهل الشعراء المعاصرین بشكل عام من ینابیعه.
وقد جمعت فی الفصل الأول كلا من التراثین الأسطوری والتاریخی , لوجود نقاط تلاقی بسیطة بینهما , حیث بدا الفصل الأول بالحدیث عن مفهوم التراث الأسطوری , والفرق بین أنواعه المختلفة , ومن ثم عرض للقصائد الشعریة التی اشتملت على ذلك الموروث فی شعر معین بسیسو , وفی المبحث الثانی تناولت الموروث التاریخی من حیث مفهومه وبیان كیفیة استدعاء الشاعر لذلك الموروث , أما المبحث الثالث فكان بمثابة نقطة التلاقی بین هذین الموروثین فیما یسمى بالتراث التاریخسطوری مع تحلیل نماذج شعریة اشتملت على هذا اللون التراثی .
أما الفصل الثانی فیرصد أشكال الناص الدینی عند الشاعر , وقد عمدت إلى عدم تسمیة الفصل بالتراث الدینی نظرا لمكانة الدین الذی یحتل قلوبنا , لذلك من الأفضل ألا نطلق علیه مصطلح التراث , فالدین لم نرثه عن آبائنا بقدر ما نمتلكه فی قلوبنا وأرواحنا , لذلك یبدو لی أن استخدام مصطلح التناص الدینی أفضل من التراث الدینی أفضل .
وقد تناول هذا الفصل رصدا للآیات القرآنیة التی استدعاها الشاعر من القرآن الكریم , وكیفیة توظیفه لها والتی كان للشاعر أهدافا من وراء ذلك الاستدعاء , كما انه كان للشخصیات الإسلامیة اثر بارز فی شعره , فقد تحدثت عنه فی هذا الفصل وبینت أهداف الشاعر من استدعاء تلك الشخصیات العریقة , وفی نهایة هذا الفصل أشرت إلى أن الشاعر لم ینس الدیانات الأخرى التی أعطاها نصیب من ذلك التوظیف .
أما الفصل الثالث والأخیر فقد اشتمل على رصد القصائد التی ورد فیها كلا من التراث الأدبی والشعبی , فقد بدا الفصل بالتطرق إلى الشخصیات الأدبیة العریقة فی شعرنا العربی والعالمی أیضا , وكیف اقتدى بها معین بسیسو وجعلها عنصرا أساسیا فی النص , لینطلق من خلالها إلى قضایا واقعه المریر .
أما النصوص الأدبیة التی استوحاها شاعرنا فكانت عربیة بحتة , وذلك للتوافق اللغوی فلیس من المعقول أن یوظف الشاعر فی قصیدته قصیدة أخرى من لغة أخرى على الرغم من إعجاب الشاعر بشعراء الغرب وتمجیده لهم .
وفی نهایة الفصل كان الحدیث منصبا على التراث الشعبی , وخاصة الحكایات الشعبیة التی استوحاها الشاعر من تراثنا العربی , كألف لیلیة ولیلة التی استدعى الشاعر الكثیر من شخصیاتها ومحورها فی بنیة النص الأدبی .
وفی الختام احمد الله رب العالمین على توفیقی فی انجاز هذه الدراسة , وأتمنى أن تكون دراستی المتواضعة هذه قد قدمت شیئا یحمل بضعا من الفائدة لدارسی ومحبی الشعر الفلسطینی.
نادر ظاهر ...
التمـهـیــد
معین بسیسو حیاته وأعماله الأدبیة .
مفهوم التراث ومصادره .
مفهوم التوظیف فی الشعر العربی الحدیث .
هو معین ابن توفیق بسیسو ولد فی العاشر من شهر أكتوبر لعام ألف وتسعمائة وستة وعشرین فی حی الشجاعیة بمدینة غزة .
نشأ معین فی هذا الحین الصغیر , وقضى أیام طفولته فیه ؛ فأثرت الحیاة البیئیة التی عاشها تأثیرا كبیرا على حیاته الأدبیة , فقد نشأ فی بیئة شعبیة , وعاش سنوات عمره الأولى فی أحضانها .
أحب معین بسیسو الشعراء منذ نعومة أظفاره , واقرأ العدید من القصائد التی ترجع لكبار الشعراء حتى دخل الشعر قلبه , فقد كان یقول : "فی رمضان كانوا یحضرون شاعرا لكی یغنی لهم سیرة (أبو زید الهلالی) . كنت اجلس تحت النافذة وأصغی للشاعر حتى خیوط الفجر , وما أكثر ما كانت أمی تجدنی ممدا تحت النافذة . من یومها أحببت الشاعر وأحببت ربابته".(*)
أنهى معین مرحلته الابتدائیة , وانتقل إلى كلیة غزة لیدرس المرحلة الإعدادیة والثانویة فیها , وتخرج منها عام 1948 , وأثناء دراسته للمرحلة الثانویة بدا ینشر باكورة قصائده وهی بعنوان " الفلاح الفلسطینی " عام 1946 , وبعد أن أنهى معین مرحلته الثانویة انتقل إلى القاهرة لیدرس الصحافة فی الجامعة الأمریكیة فیها , وقبل تخرجه من الجامعة بأشهر قلیلة اصدر أول دیوان له وهو بعنوان "المعركة" , وكان معین یلتقی بالعدید من الكتاب والأدباء والشعراء فی مصر .
اتجه معین وجهة الفكر الشیوعی , وقام بالعدید من النشاطات السیاسیة , واعتقل فی السجون المصریة مرتین : الأولى من 1955 إلى 1957 , والثانیة من 1959 إلى1963 .
عاد معین بسیسو إلى ارض الوطن , وعمل مدرسا فی أكثر من مدرسة فی قطاع غزة , وفی مصر أیضا , وسافر إلى العدید من الدول العربیة : كلبنان وتونس والعراق والجزائر وسوریا , وبدأت دواوین معین تصر الواحد تلو الآخر , كما كان لعمله المسرحی اثر كبیر فی توعیة المواطن العربی بما یدور حوله .
انخرط معین فی العمل الوطنی وكان وطنیا شیوعیا وأصبح أمینا عاما للحزب الشیوعی فی قطاع غزة .
عرف معین فی حیاته ما بین الصحفی والأدیب , فقد كانت مشاركاته الصحفیة ذات بصمة واضحة فی الإعلام العربی , فقد كان یكتب الكثیر من البرامج الإذاعیة والتلفزیونیة فی جمیع الدول العربی فی سوریا ولبنان وغیرها .
وفی یوم 23/1/ 1948 سافر معین من تونس إلى الاتحاد السوفییتی لحضور إحدى مؤتمرات اتحاد كتاب آسیا , لكنه استراح فی مدینة لندن انتظارا للطائرة التی سیسافر بها إلى موسكو , وفی احد فنادق لندن أصیب بأزمة قلبیة حادة لیفارق الحیاة عن عمر یناهز السابعة والخمسین , "ومن خلال التقریر الطبی تبین أن الإرهاق والتعب هما السبب الرئیسی فی وفاته ودفن فی مقبرة مدینة نصر فی إحدى ضواحی القاهرة"(*) .
أعماله الشعریة
• المسافر (1952م).
• المعركة، أول دواوینه الشعریة دار الفن الحدیث، القاهرة، 1952م).
• الأردن على الصلیب (دار الفكر العربی، القاهرة، 1958م).
• قصائد مصریّة / بالاشتراك (دار الآداب، بیروت، 1960م).
• فلسطین فی القلب (دار الآداب، بیروت، 1960م).
• مارد من السنابل (دار الكاتب العربی، القاهرة، 1967م).
• الأشجار تموت واقفة / شعر (دار الآداب، بیروت، 1964م).
• كرّاسة فلسطین (دار العودة، بیروت، 1966م).
• قصائد على زجاج النوافذ (1970م).
• جئت لأدعوك باسمك (وزارة الإعلام، بغداد، 1971م
• الآن خذی جسدی كیساً من رمل (فلسطین، بیروت، 1976م).
• القصیدة / قصیدة طویلة (دار ابن رشد، تونس، 1983م).
• الأعمال الشعریة الكاملة / مجلد واحد (دار العودة، بیروت، 1979م).
• آخر القراصنة من العصافیر.
• حینما تُمطر الأحجار.
أعماله المسرحیة
• مأساة جیفارا (دار الهلال، القاهرة، 1969م).
• ثورة الزنج (1970م).
• شمشون ودلیلة (1970م).
• ثورة الزنج.
• الصخرة.
• العصافیر تبنی أعشاشها بین الأصابع.
• محاكمة كتاب كلیلة ودمنة. (3)
أعماله النثریة
• مات الجبل، عاش الجبل (1976).
• نماذج من الروایة الإسرائیلیة المعاصرة (القاهرة، 1970م).
• باجس أبو عطوان / قصة (فلسطین الثورة، بیروت، 1974م).
• دفاعاً عن البطل (دار العودة، بیروت، 1975م).
• البلدوزر / مقالات (مؤسسة الدراسات، 1975م).
• دفاتر فلسطینیة / مذكرات (بیروت، 1978م).
• كتاب الأرض / رحلات (دار العودة، بیروت، 1979م).
• أدب القفز بالمظلات (القاهرة، 1972م).
• الاتحاد السوفیتی لی (موسكو، 1983م).
• 88 یوماً خلف متاریس بیروت (بیروت، 1985).
• عودة الطائر / قصة.
• وطن فی القلب / شعر مترجم إلى الروسیة - مختارات موسكو.
• یومیات غزة - غزة مقاومة دائمة (القاهرة) 1971. (*)
مفهوم التراث ومصادره :
مفهوم التراث :
وردت كلمة "تراث" بمعانی مختلفة فی المعاجم العربیة , وان كانت فی النهایة لا تبتعد عن معناها الاصطلاحی , ففی الصحاح جاءت "المیراث أصله مِوْراثٌ، انقلبت الواو یاء لكسرة ما قبلها.والتُراثُ أصل التاء فیه واو. تقول: وَرِثْتُ أبی، ووَرِثْتُ الشیءَ من أبی، أرِثُهُ بالكسر فیهما، وِرْثاً ووِراثَةً، الألف منقلبة من الواو، وَرِثَةً الهاء عوض من الواو.وتقول: أورثه الشیءَ أبوه، وهم وَرَثة فلان.ووَرَّثَهُ توریثاً، أی أدخله فیماله على ورثته. وتوارثوه كابراً عن كابرٍ." (*)
أما فی مقاییس اللغة "فالواو والراء والثاء: كلمةٌ واحدة، هی الوِرْث. والمیراث أصله الواو. وهو أن یكون الشّیءُ لقومٍ ثم یصیرَ إلى آخرین بنسبٍ أو سبب. قال:
ورِثْناهُنَّ عن آباءِ صدق ونُورِثُها إذا مُِتْنا بَنِینا"(*) .
ولا یبتعد المعنى الاصطلاحی للتراث كثیرا عن معناه اللغوی , فالتراث هو : " ما تراكم من خلال الأزمنة من عادات وتقالید وتجارب وخبرات وفنون وعلوم فی شعب من الشعوب , وهو جزء أساسی من قوامه الاجتماعی والإنسانی والسیاسی والتأریخی والخلقی "(*).
فمن خلال التعریف السابق یتضح أن التراث هو ما تركته الأجیال السابقة للأجیال اللاحقة فی مختلف المجالات باعتباره موروث سابق فقط من وجهة نظر القدماء , أما فی العصر الحدیث فقد احتلت كلمة (تراث) مكانة كبیرة لیس على الصعید الأدبی فقط بل على الصعید الفكری والثقافی بشكل عام , فلم یعد التراث عبارة عن مخلفات سابقة تركها الآباء والأجداد , بل أصبح امتدادا للحضارة الفكریة والحیاتیة المعاصرة , فعملت الشعوب على الاستفادة من ذلك الموروث وتوظیفه فی شتى مجالات الحیاة .
مصادر التراث :
اختلفت وتنوعت مصادر التراث من حیث ماهیتها , وبرغم هذا الاختلاف إلا أن الأدباء نهلوا من جمیع تلك المصادر , فمنهم من اهتم بالتراث الشعبی باعتباره التراث الذی یمثل ماضی الآباء والأجداد خیر تمثیل , ومنهم من اهتم بالتراث الدینی وخاصة الإسلامی باعتباره أساس كل امة مسلمة , ومنهم من اهتم بالتراث التاریخی بشكل عام وبشخصیاته على وجه الخصوص , ومنهم من لم یرغب فی الخروج عن إطار الأدب , فاهتم بالتراث الأدبی وأهم أدبائه , لذلك أرى انه لا بد من ذكر مصادر التراث المتنوعة والتی تشمل :
- التراث الأسطوری
- التراث التاریخی
- التراث الدینی
- التراث الأدبی
- التراث الشعبی
مفهوم التوظیف فی الشعر العربی الحدیث
إن مصطلح توظیف التراث مصطلح جدید ظهر فی العصر الحدیث , والمقصود به أن یستلهم الشاعر من التراث ما یلاءم فكره وظروفه أو ظروف مجتمعه ویضمنها داخل النص الأدبی , فتوظیف الشخصیة التراثیة "یعنی استخدامها استخداما تعبیریا لحمل بعد من إبعاد تجربة الشاعر المعاصر أی أنها تصبح وسیلة تعبیر وإیحاء فی ید الشاعر فهو یعبر من خلالها - أو "یعبر بها"- عن رأیاه المعاصرة"(*) , فهو یعتبر الشخصیة التراثیة رمزا لشخصیة معینة تؤثر فی حیاته أو حیاة مجتمعه .
ولكن وجهات النظر النقدیة تختلف من حیث طریقة تعامل الشاعر مع هذا الموروث ولكن یكاد یكون هناك "قدرا من الإجماع على أن للتراث وظیفة فی الإبداع والمعرفة والسلوك , وان التعامل معه بوعی هو الذی یحقق الفائدة المرجوة"(*) .
على أیة حال نستطیع القول بان اغلب الشعراء فی العصر الحدیث انكبوا على التراث ونظروا إلیه نظرة جدیدة تختلف عن نظرة السابقین له , فبعد أن كان الشاعر یتعامل مع التراث باعتباره جزءا من الماضی فقط لا یمكن تحویره , أصبح الشاعر فی العصر الحدیث "یرى فی هذا التراث إمكانات تجدد لا تنفذ , تحیا وتخلد بالاختیار الدائم بینها , بالإضافة الدائمة إلیها , وتبنی ما یلاءم تجربة كل شاعر منها"(*) , أی انه "لم یقف منه موقفا محایدا أی لم ینسب التراث إلى ماضی منعزل عن الحاضر , أو إلى مصدر منفصل عن واقع العصر"(*) , فالتراث لا یناقض التطور , بل یعمل على إكمال دوره ویعطیه الحیویة والحركة للنهوض أكثر , والشاعر فی تناوله لشخصیته التراثیة لا یعمل على تصویرها كما هی , بل یرسم لنا صورة فنیة لشخصیة جدیدة ویجعلها "شخصیة تراثیة معاصرة فی نفس الوقت وذلك بان یختار من بین ملامح الشخصیة التی یتناولها ما یتناسب وتجربته المعاصرة ثم یسقط أبعاد تجربته على هذه الملامح التی اختارها "(*) .
سنقتصر فی هذه الدراسة فی الفصول التالیة على شعر معین بسیسو , وتحلیل أشعاره لإظهار موهبة الشاعر وقدرته فی توظیف التراث بشتى ألوانه , فقد اشتمل دیوانه على قصائد كثیرة حملت فی باطنها ذلك الموروث , وربما باستطاعتنا القول إن اغلب شعر معین بسیسو وُظف فیه التراث , وان دل هذه الأمر على شیء فإنما یدل على اهتمام شاعرنا بالتراث فهو الذی قال : "نحن لسنا نباتا شیطانیا ینمو بعیدا عن كل ما فی التراث من إبداع وحضارة وجمال وشجاعة ونبالة , تراثنا ملیء بالبطولات وملیء بالمواقف الحضاریة الكبیرة ولذلك یجب أن نستفید من هذا التراث وان نوظفه"(*) .
الفصل الأول / التراث الأسطوری والتاریخی
توظیف الأساطیر والخرافات .
توظیف الشخصیات التاریخیة .
توظیف الأحداث التاریخسطوریة .
وردت كلمة (أساطیر) فی لسان العرب "بمعنى الأباطیل وبمعنی الأحدوثة فواحد الأساطیر أُسْطُورَةٌ، كما قالوا أُحْدُوثَةٌ وأَحادیث , والأَساطِیرُ الأَباطِیلُ.
والأَساطِیرُ أَحادیثُ لا نظام لها، واحدتها إِسْطارٌ وإِسْطارَةٌ، بالكسر، وأُسْطِیرٌ وأُسْطِیرَةٌ وأُسْطُورٌ وأُسْطُورَةٌ"(*) .
لذا فإن الأسطورة عبارة عن قصص قدیمة ترتبط ارتباطا وثیقا بالمعتقدات الدینیة , فهی " بمثابة التعبیر القولی عما یمارس عملیا فی الطقوس القبلیة"(*) , فالإنسان القدیم كان یؤمن كثیرا بالغیبیات , وطالما أن الأسطورة ترتبط ارتباطا وثیقا بالغیبیات ؛ فقد "ترسخت الأسطورة فی الإیمان الدینی وطقوس العبادة وأسرار الوثنیة وعبرت عن صمود الحیاة إزاء العدم"(*) , وبالتالی لا بد من فهم المعتقدات القدیمة حتى یسهل علینا فهم الأساطیر , وذلك بسبب الارتباط الوثیق بینهما.
"والأسطورة لا مؤلف لها , ویتعین أن یكون أصلا غامضا إلى حد ما"(*) , كما تتمیز الأسطورة بعمقها الفلسفی والفكری , وتكون الشخوص فیها عبارة عن آلهة أو نصف آلهة , أما الإنسان فهو مكمل لها لا أكثر , أی أن "جوهر الأسطورة هو الأحداث الخارقة للتی تصدر عن شخصیات لا وجود لها فی الواقع التاریخی"(*) .
وتتناول الأسطورة الكثیر من العلوم الإنسانیة والفلسفیة كالظواهر الطبیعیة أو نشوء الكون والإنسان وغیرها من المواضیع , ومن أشهر الأساطیر القدیمة (اوزیس واوزوریس – حرب طروادة – بجمالیون - برومیثیوس ..الخ ) .
وقد تنوعت الأساطیر تبعا لاختلاف مضامینها فجاءت على النحو التالی :
1- الأساطیر الطقوسیة , وهی التی عنیت بالعبادة .
2- الأساطیر التعلیمیة , وهی التی ظهرت بظهور فكرة وجود كائنات وراء الظواهر الطبیعیة كالرعد والبركان والبرق .
3- الأساطیر الرمزیة , وهی مرحلة أكثر تعقیدا من المراحل التی قطعتها أساطیر التقوس والتعلیم .
4- التاریخسطوریة , "وتتضمن عناصر تاریخیة ومجموعة خوارق تأخذ إطار الحكایة وتنتقل بالتواتر من جیل إلى جیل"(*) .
أما التراث التاریخی , فهو كل ما یتعلق بالإنسان عبر التاریخ من وقائع وأحداث تاریخیة , "فتلك الحوادث التاریخیة التی حدثت لیست مجرد ظواهر تاریخیة حدثت وانتهت بانتهاء الوجود الواقعی وإنما لها دلالاتها الشمولیة الباقیة القابلة للتجدد , وهی صالحة لان تتكرر من خلال مواقف جدیدة , كما أنها قابلة لتحمل تأویلات جدیدة وتلك الدلالات هی التی یستغلها الأدیب المعاصر فی التعبیر عن بعض جوانب تجربته لیكسب تجربته لونا من العراقة والشمول"(*), "فدلالة البطولة فی قائد معین أو دلالة النصر فی كسب معركة معینة تظل – بعد انتهاء الوجود الواقعی لذلك القائد أو تلك المعركة – باقیة , وصالحة لان تتكرر من خلال مواقف جدیدة وأحداث جدیدة , وهی فی نفس الوقت قابلة لتحمل تأویلات جدیدة وتفسیرات جدیدة "(*).
ومن خلال قراءتی لشعر معین بسیسو لاحظت قدرة الشاعر على توظیف الأساطیر والشخصیات التاریخیة , كما وظف أحداث تقع ما بین التاریخ والأسطورة , وسأقوم برصد تلك القصائد كل قصیدة حسب موروثها .
أولا / توظیف الأساطیر :
لقد حظیت الأسطورة بمكانة عظیمة فی أدبنا العربی , وقد توفرت فی الشعر الجاهلی أیضا , "ولكنها كانت بالطبع إشارات عابرة لا تمثل منهجا فی توظیف الأسطورة"(*).
أما فی أدبنا المعاصر العربی خاصة والعالمی عامة , فقد حظیت الأسطورة بمكانة عظیمة فیه , ویعتقد (نورثروب) "أن الشعر ولد من الأسطورة , فالأساطیر هی التی شكلت مصدر انبثاق الأدب تاریخیا"(*) , وذلك بسبب التوافق الكامل بین الشعر والأسطورة " وقد انتهى هذا التوافق والتكامل بین الأسطورة والشعر إلى توفر النتاج الشعری فی أشكال ملحمیة یستمد منها الكثیر من الشعراء العظام"(*) .
وتعتبر الأسطورة فی أدبنا المعاصر على وجه الخصوص نموذجا هاما من نماذج توظیف التراث , فقد عمل الشعراء والأدباء بشكل عام على دمج الأسطورة فی شعرهم وأدبهم لكی تكون بمثابة إنارة للقارئ , وذلك من خلال فتح الأبواب أمامه لتفهم الأسطورة وربطها بالواقع المعاش , وذلك لما فی الأسطورة من أهمیة كبیرة عند اعتبارها معادلا موضوعیا یوازی ما یحدث فی عصر الشاعر , "ولذلك فقد ظلت الأسطورة عودا سخیا للشعراء فی كل عصر وفی كل بقعة یجسدون عن طریق معطیاتهم الكثیر من أفكارهم ومشاعرهم مستغلین ما فی لغة الأسطورة من طاقات إیحائیة خارقة"(*) , " لذا یمكن اعتبار أن دراسة أسطورة ما كافیة لان تبرز صورة هذا المجتمع إبرازا كاملا فی جمیع نواحی حیاته , فهی معبرة عن أشواقه وصراعاته وارتفاعه وزلاته أیضا"(*) .
ولكن هل یمكن لأی شاعر مهما كانت ظروفه أو ظروف مجتمعه أو عصره أن یستلهم ما شاء من الأسطورة ؟ قطعا لا , فلا بد للشاعر أن یعی جیدا عند استخدام الأسطورة ولا بد " أن یحس بان استخدام هذه الأسطورة حاجة فنیة , لا یتم لتجربة الشكل على النحو الأكمل إلا من خلالها , أما محاولة التلفیق المصطنع بین التجربة وأیة أسطورة لا توائم حاجاتها التعبیریة فیه جنایة على الأسطورة والتجربة الشعریة .
وهذه لیس من شیم شاعرنا الفلسطینی معین بسیسو بل وكل الشعراء الفلسطینیین ؛ لأنهم عاشوا تجربة مریرة من ظلم وقهر وتعسف وكل ما یمارسه الاحتلال الإسرائیلی ضد شعبهم المجروح , لذلك كان استخدامهم للأسطورة استخداما موافقا بكل ما تحمله الكلمة من معنى , فقد" استقى الشعراء الفلسطینیون رموزهم الأسطوریة من منابع شتى وعالجوا موضوعات سیاسیة واجتماعیة وواقعیة عبروا من خلالها عن البطولة والتجدد والانبعاث والتشبث بالأرض والوطن والهویة"(*) , ففی قصیدة (القمر المحنط) یوظف الشاعر الفلسطینی معین بسیسو أسطورة حرب طروادة لیعبر من خلالها عن الوطن الضائع فلسطین وتخلی العرب عن هذه البقعة المغلوبة على أمرها یقول :
یا وطنی
یا قمرا محنطا صغیر
احمله فی حقیبة السفر
مهاجرا على جواد من خشب
ابحث عن طروادة العرب
مهاجرا شرید (*)
لقد كانت الهزیمة عام 1967 وما أدت إلیه من نتائج وهجرة الفلسطینیین خارج أرضهم بمثابة تحطیم لكل أمال الفلسطینیین , وبمثابة صدمة قویة وقعت على تفكیر كل فلسطینی وخاصة الشعراء والمفكرین فی ظل صمت عربی رهیب مكتف الأیدی , فكتب الشاعر هذه القصیدة لیعبر من خلالها عن وضع الشعب الفلسطینی بعد تلك الهزیمة , فجواده الذی رحل علیه من فلسطین ما هو إلا جواد خشبی لا یتحرك , وبالتالی لا یدری إلى أین یذهب , وهو یحلم بان یذهب إلى مكان محصن یحتمی فیه , یحلم أن یذهب إلى أی طروادة من الدول العربیة حتى تحمیه من بطش الاحتلال الغاشم , لان طروادة فی ذلك الزمن تعبر عن الصمود والتضحیة فقد استطاعت الوقوف فی وجه الیونان عشرة أعوام , لذلك یتمنى الشاعر أن تقف إحدى الدول العربیة وقفة طروادة فی وجه الاحتلال الصهیونی .
المصادر والمراجع :
أولا / القرآن الكریم
ثانیا / المصادر :-
1- الأعمال الشعریة الكاملة , معین بسیسو , الطبعة الثانیة , دار العودة , بیروت ,1987م.
2- ألف لیلة ولیلة , رشدی صالح , دار مطابع الشعب , المجلد الأول .
3- الإلیاذة , الملحمة الخالدة لشاعر الیونان القدیم هومیروس , ترجمة أمین سلامة , الطبعة الثانیة , دار الفكر العربی , القاهرة , 1981م .
ثالثا / المراجع :-
1- الأسطورة فی الشعر الفلسطینی المعاصر , احمد جبر شعت , الطبعة الأولى , مكتبة القادسیة , خان یونس , 2002م .
2- استدعاء الشخصیات الراثیة فی الشعر العربی الحدیث , د علی عشری زاید , دار الفكر العربی القاهرة 1417هـ / 1997 م .
3- التراث أثره وتوظیفه فی مسرح توفیق الحكیم , وطفاء حمادی هاشم , المجلس الأعلى للنشر 1998م .
4- التراث الإنسانی فی شعر أمل دنقل , د جابر قمیحة , القاهرة .
5- التراث الشعبی الفلسطینی ملامح وأبعاد , د خلیل إبراهیم حسونة , مكتبة الیازجی , غزة 2002م .
6- التراث فی شعر رواد الشعر الحدیث , د احمد عرفات الضاوی , الطبعة الأولى , مطبعة البیان , 1998م .
7- الموسوعة فی الأدب العربی , عبد الله بن المقفع , جورج غریب . دار الثقافة , بیروت.
8- آفاق الرؤیا الشعریة (دراسات فی أنواع التناص فی الشعر الفلسطینی المعاصر) , د إبراهیم
نصر موسى , الطبعة الأولى, وزارة الثقافة - الهیئة العامة للكتاب , 2005م .
9- بدیع الزمان الهمذانی رائد القصة العربیة والمقالة الصحفیة , د مصطفى الشكعة , الطبعة الأولى, عالم الكتب , بیروت , 1403هـ - 1983م .
10- توظیف التراث الشعبی فی المسرح العربی فی مصر , د أحمد صقر , مركز الإسكندریة للكتاب .
11- دفاتر فلسطینیة , معین بسیسو , منشورات صلاح الدین , القدس , 1980 م .
12- فی التراث والشعر واللغة , د شوقی ضیف , دار المعارف .
13- ما قالته غزة للبحر , دراسة نقدیة فی تجربة معین بسیسو الشعریة , د نادی ساری الدیك , الطبعة الأولى , وزارة الثقافة الفلسطینیة , رام الله , 1998م .
14- معین بسیسو حیاته , شعره , مسرحه , بسام علی أبو بشیر, دار الثقافة العلمیة , الإسكندریة .
رابعا / الرسائل الجامعیة :-
1- توظیف التراث فی الشعر الفلسطینی المعاصر , صلاح البردویل , رسالة دكتوراه , جامعة عین شمس – الجامعة الإسلامیة - غزة 1422هـ - 2001م .
2- توظیف التراث فی ثلاثیة السبعاوی , إعداد الطالبة باسمة صبح , رسالة ماجستیر , جامعة عین شمس – جامعة الأقصى 2002 م .
خامسا / المجلات والدوریات :
رؤیة نقدیة فی أعمال الشاعر معین بسیسو المسرحیة , د غسان عبد الله وكتاب آخرون بعنوان "لم تسقط من یده الجمرة" , وهی دراسات وقصائد فی الذكرى الرابعة لرحیل معین بسیسو , اتحاد الأدباء والكتاب الفلسطینیین , 1988م .
ولا شك أن عملیة توظیف التراث عملیة لیست بالیسیرة ؛ لأنها تعتمد على استدعاء النصوص التراثیة الغائبة , وتضمینها فی بنیة النص الحاضر , لیحدث نوعا من التلاحم البنیوی بین كلا النصین , وهذا یتوقف بالطبع على اتساع الجانب المعرفی والثقافی بالتراث من ناحیة , ومن ناحیة أخرى یتوقف على مدى إمكانیة امتلاك الشاعر لأدوات التوظیف المختلفة , والتی یظهر مدى توفرها عند الشاعر من خلال عملیة تحلیل وتذوق قصائده .
وبما أن هناك اختلاف على تحدید مفهوم التراث ومادته , فقد بدأت دراستی هذه بتمهید تلاه ثلاثة فصول , اشتمل التمهید على توضیح لمفهوم التراث قدر الإمكان , بالإضافة إلى أشكال هذا التراث ومصادره المختلفة التی نهل الشعراء المعاصرین بشكل عام من ینابیعه.
وقد جمعت فی الفصل الأول كلا من التراثین الأسطوری والتاریخی , لوجود نقاط تلاقی بسیطة بینهما , حیث بدا الفصل الأول بالحدیث عن مفهوم التراث الأسطوری , والفرق بین أنواعه المختلفة , ومن ثم عرض للقصائد الشعریة التی اشتملت على ذلك الموروث فی شعر معین بسیسو , وفی المبحث الثانی تناولت الموروث التاریخی من حیث مفهومه وبیان كیفیة استدعاء الشاعر لذلك الموروث , أما المبحث الثالث فكان بمثابة نقطة التلاقی بین هذین الموروثین فیما یسمى بالتراث التاریخسطوری مع تحلیل نماذج شعریة اشتملت على هذا اللون التراثی .
أما الفصل الثانی فیرصد أشكال الناص الدینی عند الشاعر , وقد عمدت إلى عدم تسمیة الفصل بالتراث الدینی نظرا لمكانة الدین الذی یحتل قلوبنا , لذلك من الأفضل ألا نطلق علیه مصطلح التراث , فالدین لم نرثه عن آبائنا بقدر ما نمتلكه فی قلوبنا وأرواحنا , لذلك یبدو لی أن استخدام مصطلح التناص الدینی أفضل من التراث الدینی أفضل .
وقد تناول هذا الفصل رصدا للآیات القرآنیة التی استدعاها الشاعر من القرآن الكریم , وكیفیة توظیفه لها والتی كان للشاعر أهدافا من وراء ذلك الاستدعاء , كما انه كان للشخصیات الإسلامیة اثر بارز فی شعره , فقد تحدثت عنه فی هذا الفصل وبینت أهداف الشاعر من استدعاء تلك الشخصیات العریقة , وفی نهایة هذا الفصل أشرت إلى أن الشاعر لم ینس الدیانات الأخرى التی أعطاها نصیب من ذلك التوظیف .
أما الفصل الثالث والأخیر فقد اشتمل على رصد القصائد التی ورد فیها كلا من التراث الأدبی والشعبی , فقد بدا الفصل بالتطرق إلى الشخصیات الأدبیة العریقة فی شعرنا العربی والعالمی أیضا , وكیف اقتدى بها معین بسیسو وجعلها عنصرا أساسیا فی النص , لینطلق من خلالها إلى قضایا واقعه المریر .
أما النصوص الأدبیة التی استوحاها شاعرنا فكانت عربیة بحتة , وذلك للتوافق اللغوی فلیس من المعقول أن یوظف الشاعر فی قصیدته قصیدة أخرى من لغة أخرى على الرغم من إعجاب الشاعر بشعراء الغرب وتمجیده لهم .
وفی نهایة الفصل كان الحدیث منصبا على التراث الشعبی , وخاصة الحكایات الشعبیة التی استوحاها الشاعر من تراثنا العربی , كألف لیلیة ولیلة التی استدعى الشاعر الكثیر من شخصیاتها ومحورها فی بنیة النص الأدبی .
وفی الختام احمد الله رب العالمین على توفیقی فی انجاز هذه الدراسة , وأتمنى أن تكون دراستی المتواضعة هذه قد قدمت شیئا یحمل بضعا من الفائدة لدارسی ومحبی الشعر الفلسطینی.
نادر ظاهر ...
التمـهـیــد
معین بسیسو حیاته وأعماله الأدبیة .
مفهوم التراث ومصادره .
مفهوم التوظیف فی الشعر العربی الحدیث .
هو معین ابن توفیق بسیسو ولد فی العاشر من شهر أكتوبر لعام ألف وتسعمائة وستة وعشرین فی حی الشجاعیة بمدینة غزة .
نشأ معین فی هذا الحین الصغیر , وقضى أیام طفولته فیه ؛ فأثرت الحیاة البیئیة التی عاشها تأثیرا كبیرا على حیاته الأدبیة , فقد نشأ فی بیئة شعبیة , وعاش سنوات عمره الأولى فی أحضانها .
أحب معین بسیسو الشعراء منذ نعومة أظفاره , واقرأ العدید من القصائد التی ترجع لكبار الشعراء حتى دخل الشعر قلبه , فقد كان یقول : "فی رمضان كانوا یحضرون شاعرا لكی یغنی لهم سیرة (أبو زید الهلالی) . كنت اجلس تحت النافذة وأصغی للشاعر حتى خیوط الفجر , وما أكثر ما كانت أمی تجدنی ممدا تحت النافذة . من یومها أحببت الشاعر وأحببت ربابته".(*)
أنهى معین مرحلته الابتدائیة , وانتقل إلى كلیة غزة لیدرس المرحلة الإعدادیة والثانویة فیها , وتخرج منها عام 1948 , وأثناء دراسته للمرحلة الثانویة بدا ینشر باكورة قصائده وهی بعنوان " الفلاح الفلسطینی " عام 1946 , وبعد أن أنهى معین مرحلته الثانویة انتقل إلى القاهرة لیدرس الصحافة فی الجامعة الأمریكیة فیها , وقبل تخرجه من الجامعة بأشهر قلیلة اصدر أول دیوان له وهو بعنوان "المعركة" , وكان معین یلتقی بالعدید من الكتاب والأدباء والشعراء فی مصر .
اتجه معین وجهة الفكر الشیوعی , وقام بالعدید من النشاطات السیاسیة , واعتقل فی السجون المصریة مرتین : الأولى من 1955 إلى 1957 , والثانیة من 1959 إلى1963 .
عاد معین بسیسو إلى ارض الوطن , وعمل مدرسا فی أكثر من مدرسة فی قطاع غزة , وفی مصر أیضا , وسافر إلى العدید من الدول العربیة : كلبنان وتونس والعراق والجزائر وسوریا , وبدأت دواوین معین تصر الواحد تلو الآخر , كما كان لعمله المسرحی اثر كبیر فی توعیة المواطن العربی بما یدور حوله .
انخرط معین فی العمل الوطنی وكان وطنیا شیوعیا وأصبح أمینا عاما للحزب الشیوعی فی قطاع غزة .
عرف معین فی حیاته ما بین الصحفی والأدیب , فقد كانت مشاركاته الصحفیة ذات بصمة واضحة فی الإعلام العربی , فقد كان یكتب الكثیر من البرامج الإذاعیة والتلفزیونیة فی جمیع الدول العربی فی سوریا ولبنان وغیرها .
وفی یوم 23/1/ 1948 سافر معین من تونس إلى الاتحاد السوفییتی لحضور إحدى مؤتمرات اتحاد كتاب آسیا , لكنه استراح فی مدینة لندن انتظارا للطائرة التی سیسافر بها إلى موسكو , وفی احد فنادق لندن أصیب بأزمة قلبیة حادة لیفارق الحیاة عن عمر یناهز السابعة والخمسین , "ومن خلال التقریر الطبی تبین أن الإرهاق والتعب هما السبب الرئیسی فی وفاته ودفن فی مقبرة مدینة نصر فی إحدى ضواحی القاهرة"(*) .
أعماله الشعریة
• المسافر (1952م).
• المعركة، أول دواوینه الشعریة دار الفن الحدیث، القاهرة، 1952م).
• الأردن على الصلیب (دار الفكر العربی، القاهرة، 1958م).
• قصائد مصریّة / بالاشتراك (دار الآداب، بیروت، 1960م).
• فلسطین فی القلب (دار الآداب، بیروت، 1960م).
• مارد من السنابل (دار الكاتب العربی، القاهرة، 1967م).
• الأشجار تموت واقفة / شعر (دار الآداب، بیروت، 1964م).
• كرّاسة فلسطین (دار العودة، بیروت، 1966م).
• قصائد على زجاج النوافذ (1970م).
• جئت لأدعوك باسمك (وزارة الإعلام، بغداد، 1971م
• الآن خذی جسدی كیساً من رمل (فلسطین، بیروت، 1976م).
• القصیدة / قصیدة طویلة (دار ابن رشد، تونس، 1983م).
• الأعمال الشعریة الكاملة / مجلد واحد (دار العودة، بیروت، 1979م).
• آخر القراصنة من العصافیر.
• حینما تُمطر الأحجار.
أعماله المسرحیة
• مأساة جیفارا (دار الهلال، القاهرة، 1969م).
• ثورة الزنج (1970م).
• شمشون ودلیلة (1970م).
• ثورة الزنج.
• الصخرة.
• العصافیر تبنی أعشاشها بین الأصابع.
• محاكمة كتاب كلیلة ودمنة. (3)
أعماله النثریة
• مات الجبل، عاش الجبل (1976).
• نماذج من الروایة الإسرائیلیة المعاصرة (القاهرة، 1970م).
• باجس أبو عطوان / قصة (فلسطین الثورة، بیروت، 1974م).
• دفاعاً عن البطل (دار العودة، بیروت، 1975م).
• البلدوزر / مقالات (مؤسسة الدراسات، 1975م).
• دفاتر فلسطینیة / مذكرات (بیروت، 1978م).
• كتاب الأرض / رحلات (دار العودة، بیروت، 1979م).
• أدب القفز بالمظلات (القاهرة، 1972م).
• الاتحاد السوفیتی لی (موسكو، 1983م).
• 88 یوماً خلف متاریس بیروت (بیروت، 1985).
• عودة الطائر / قصة.
• وطن فی القلب / شعر مترجم إلى الروسیة - مختارات موسكو.
• یومیات غزة - غزة مقاومة دائمة (القاهرة) 1971. (*)
مفهوم التراث ومصادره :
مفهوم التراث :
وردت كلمة "تراث" بمعانی مختلفة فی المعاجم العربیة , وان كانت فی النهایة لا تبتعد عن معناها الاصطلاحی , ففی الصحاح جاءت "المیراث أصله مِوْراثٌ، انقلبت الواو یاء لكسرة ما قبلها.والتُراثُ أصل التاء فیه واو. تقول: وَرِثْتُ أبی، ووَرِثْتُ الشیءَ من أبی، أرِثُهُ بالكسر فیهما، وِرْثاً ووِراثَةً، الألف منقلبة من الواو، وَرِثَةً الهاء عوض من الواو.وتقول: أورثه الشیءَ أبوه، وهم وَرَثة فلان.ووَرَّثَهُ توریثاً، أی أدخله فیماله على ورثته. وتوارثوه كابراً عن كابرٍ." (*)
أما فی مقاییس اللغة "فالواو والراء والثاء: كلمةٌ واحدة، هی الوِرْث. والمیراث أصله الواو. وهو أن یكون الشّیءُ لقومٍ ثم یصیرَ إلى آخرین بنسبٍ أو سبب. قال:
ورِثْناهُنَّ عن آباءِ صدق ونُورِثُها إذا مُِتْنا بَنِینا"(*) .
ولا یبتعد المعنى الاصطلاحی للتراث كثیرا عن معناه اللغوی , فالتراث هو : " ما تراكم من خلال الأزمنة من عادات وتقالید وتجارب وخبرات وفنون وعلوم فی شعب من الشعوب , وهو جزء أساسی من قوامه الاجتماعی والإنسانی والسیاسی والتأریخی والخلقی "(*).
فمن خلال التعریف السابق یتضح أن التراث هو ما تركته الأجیال السابقة للأجیال اللاحقة فی مختلف المجالات باعتباره موروث سابق فقط من وجهة نظر القدماء , أما فی العصر الحدیث فقد احتلت كلمة (تراث) مكانة كبیرة لیس على الصعید الأدبی فقط بل على الصعید الفكری والثقافی بشكل عام , فلم یعد التراث عبارة عن مخلفات سابقة تركها الآباء والأجداد , بل أصبح امتدادا للحضارة الفكریة والحیاتیة المعاصرة , فعملت الشعوب على الاستفادة من ذلك الموروث وتوظیفه فی شتى مجالات الحیاة .
مصادر التراث :
اختلفت وتنوعت مصادر التراث من حیث ماهیتها , وبرغم هذا الاختلاف إلا أن الأدباء نهلوا من جمیع تلك المصادر , فمنهم من اهتم بالتراث الشعبی باعتباره التراث الذی یمثل ماضی الآباء والأجداد خیر تمثیل , ومنهم من اهتم بالتراث الدینی وخاصة الإسلامی باعتباره أساس كل امة مسلمة , ومنهم من اهتم بالتراث التاریخی بشكل عام وبشخصیاته على وجه الخصوص , ومنهم من لم یرغب فی الخروج عن إطار الأدب , فاهتم بالتراث الأدبی وأهم أدبائه , لذلك أرى انه لا بد من ذكر مصادر التراث المتنوعة والتی تشمل :
- التراث الأسطوری
- التراث التاریخی
- التراث الدینی
- التراث الأدبی
- التراث الشعبی
مفهوم التوظیف فی الشعر العربی الحدیث
إن مصطلح توظیف التراث مصطلح جدید ظهر فی العصر الحدیث , والمقصود به أن یستلهم الشاعر من التراث ما یلاءم فكره وظروفه أو ظروف مجتمعه ویضمنها داخل النص الأدبی , فتوظیف الشخصیة التراثیة "یعنی استخدامها استخداما تعبیریا لحمل بعد من إبعاد تجربة الشاعر المعاصر أی أنها تصبح وسیلة تعبیر وإیحاء فی ید الشاعر فهو یعبر من خلالها - أو "یعبر بها"- عن رأیاه المعاصرة"(*) , فهو یعتبر الشخصیة التراثیة رمزا لشخصیة معینة تؤثر فی حیاته أو حیاة مجتمعه .
ولكن وجهات النظر النقدیة تختلف من حیث طریقة تعامل الشاعر مع هذا الموروث ولكن یكاد یكون هناك "قدرا من الإجماع على أن للتراث وظیفة فی الإبداع والمعرفة والسلوك , وان التعامل معه بوعی هو الذی یحقق الفائدة المرجوة"(*) .
على أیة حال نستطیع القول بان اغلب الشعراء فی العصر الحدیث انكبوا على التراث ونظروا إلیه نظرة جدیدة تختلف عن نظرة السابقین له , فبعد أن كان الشاعر یتعامل مع التراث باعتباره جزءا من الماضی فقط لا یمكن تحویره , أصبح الشاعر فی العصر الحدیث "یرى فی هذا التراث إمكانات تجدد لا تنفذ , تحیا وتخلد بالاختیار الدائم بینها , بالإضافة الدائمة إلیها , وتبنی ما یلاءم تجربة كل شاعر منها"(*) , أی انه "لم یقف منه موقفا محایدا أی لم ینسب التراث إلى ماضی منعزل عن الحاضر , أو إلى مصدر منفصل عن واقع العصر"(*) , فالتراث لا یناقض التطور , بل یعمل على إكمال دوره ویعطیه الحیویة والحركة للنهوض أكثر , والشاعر فی تناوله لشخصیته التراثیة لا یعمل على تصویرها كما هی , بل یرسم لنا صورة فنیة لشخصیة جدیدة ویجعلها "شخصیة تراثیة معاصرة فی نفس الوقت وذلك بان یختار من بین ملامح الشخصیة التی یتناولها ما یتناسب وتجربته المعاصرة ثم یسقط أبعاد تجربته على هذه الملامح التی اختارها "(*) .
سنقتصر فی هذه الدراسة فی الفصول التالیة على شعر معین بسیسو , وتحلیل أشعاره لإظهار موهبة الشاعر وقدرته فی توظیف التراث بشتى ألوانه , فقد اشتمل دیوانه على قصائد كثیرة حملت فی باطنها ذلك الموروث , وربما باستطاعتنا القول إن اغلب شعر معین بسیسو وُظف فیه التراث , وان دل هذه الأمر على شیء فإنما یدل على اهتمام شاعرنا بالتراث فهو الذی قال : "نحن لسنا نباتا شیطانیا ینمو بعیدا عن كل ما فی التراث من إبداع وحضارة وجمال وشجاعة ونبالة , تراثنا ملیء بالبطولات وملیء بالمواقف الحضاریة الكبیرة ولذلك یجب أن نستفید من هذا التراث وان نوظفه"(*) .
الفصل الأول / التراث الأسطوری والتاریخی
توظیف الأساطیر والخرافات .
توظیف الشخصیات التاریخیة .
توظیف الأحداث التاریخسطوریة .
وردت كلمة (أساطیر) فی لسان العرب "بمعنى الأباطیل وبمعنی الأحدوثة فواحد الأساطیر أُسْطُورَةٌ، كما قالوا أُحْدُوثَةٌ وأَحادیث , والأَساطِیرُ الأَباطِیلُ.
والأَساطِیرُ أَحادیثُ لا نظام لها، واحدتها إِسْطارٌ وإِسْطارَةٌ، بالكسر، وأُسْطِیرٌ وأُسْطِیرَةٌ وأُسْطُورٌ وأُسْطُورَةٌ"(*) .
لذا فإن الأسطورة عبارة عن قصص قدیمة ترتبط ارتباطا وثیقا بالمعتقدات الدینیة , فهی " بمثابة التعبیر القولی عما یمارس عملیا فی الطقوس القبلیة"(*) , فالإنسان القدیم كان یؤمن كثیرا بالغیبیات , وطالما أن الأسطورة ترتبط ارتباطا وثیقا بالغیبیات ؛ فقد "ترسخت الأسطورة فی الإیمان الدینی وطقوس العبادة وأسرار الوثنیة وعبرت عن صمود الحیاة إزاء العدم"(*) , وبالتالی لا بد من فهم المعتقدات القدیمة حتى یسهل علینا فهم الأساطیر , وذلك بسبب الارتباط الوثیق بینهما.
"والأسطورة لا مؤلف لها , ویتعین أن یكون أصلا غامضا إلى حد ما"(*) , كما تتمیز الأسطورة بعمقها الفلسفی والفكری , وتكون الشخوص فیها عبارة عن آلهة أو نصف آلهة , أما الإنسان فهو مكمل لها لا أكثر , أی أن "جوهر الأسطورة هو الأحداث الخارقة للتی تصدر عن شخصیات لا وجود لها فی الواقع التاریخی"(*) .
وتتناول الأسطورة الكثیر من العلوم الإنسانیة والفلسفیة كالظواهر الطبیعیة أو نشوء الكون والإنسان وغیرها من المواضیع , ومن أشهر الأساطیر القدیمة (اوزیس واوزوریس – حرب طروادة – بجمالیون - برومیثیوس ..الخ ) .
وقد تنوعت الأساطیر تبعا لاختلاف مضامینها فجاءت على النحو التالی :
1- الأساطیر الطقوسیة , وهی التی عنیت بالعبادة .
2- الأساطیر التعلیمیة , وهی التی ظهرت بظهور فكرة وجود كائنات وراء الظواهر الطبیعیة كالرعد والبركان والبرق .
3- الأساطیر الرمزیة , وهی مرحلة أكثر تعقیدا من المراحل التی قطعتها أساطیر التقوس والتعلیم .
4- التاریخسطوریة , "وتتضمن عناصر تاریخیة ومجموعة خوارق تأخذ إطار الحكایة وتنتقل بالتواتر من جیل إلى جیل"(*) .
أما التراث التاریخی , فهو كل ما یتعلق بالإنسان عبر التاریخ من وقائع وأحداث تاریخیة , "فتلك الحوادث التاریخیة التی حدثت لیست مجرد ظواهر تاریخیة حدثت وانتهت بانتهاء الوجود الواقعی وإنما لها دلالاتها الشمولیة الباقیة القابلة للتجدد , وهی صالحة لان تتكرر من خلال مواقف جدیدة , كما أنها قابلة لتحمل تأویلات جدیدة وتلك الدلالات هی التی یستغلها الأدیب المعاصر فی التعبیر عن بعض جوانب تجربته لیكسب تجربته لونا من العراقة والشمول"(*), "فدلالة البطولة فی قائد معین أو دلالة النصر فی كسب معركة معینة تظل – بعد انتهاء الوجود الواقعی لذلك القائد أو تلك المعركة – باقیة , وصالحة لان تتكرر من خلال مواقف جدیدة وأحداث جدیدة , وهی فی نفس الوقت قابلة لتحمل تأویلات جدیدة وتفسیرات جدیدة "(*).
ومن خلال قراءتی لشعر معین بسیسو لاحظت قدرة الشاعر على توظیف الأساطیر والشخصیات التاریخیة , كما وظف أحداث تقع ما بین التاریخ والأسطورة , وسأقوم برصد تلك القصائد كل قصیدة حسب موروثها .
أولا / توظیف الأساطیر :
لقد حظیت الأسطورة بمكانة عظیمة فی أدبنا العربی , وقد توفرت فی الشعر الجاهلی أیضا , "ولكنها كانت بالطبع إشارات عابرة لا تمثل منهجا فی توظیف الأسطورة"(*).
أما فی أدبنا المعاصر العربی خاصة والعالمی عامة , فقد حظیت الأسطورة بمكانة عظیمة فیه , ویعتقد (نورثروب) "أن الشعر ولد من الأسطورة , فالأساطیر هی التی شكلت مصدر انبثاق الأدب تاریخیا"(*) , وذلك بسبب التوافق الكامل بین الشعر والأسطورة " وقد انتهى هذا التوافق والتكامل بین الأسطورة والشعر إلى توفر النتاج الشعری فی أشكال ملحمیة یستمد منها الكثیر من الشعراء العظام"(*) .
وتعتبر الأسطورة فی أدبنا المعاصر على وجه الخصوص نموذجا هاما من نماذج توظیف التراث , فقد عمل الشعراء والأدباء بشكل عام على دمج الأسطورة فی شعرهم وأدبهم لكی تكون بمثابة إنارة للقارئ , وذلك من خلال فتح الأبواب أمامه لتفهم الأسطورة وربطها بالواقع المعاش , وذلك لما فی الأسطورة من أهمیة كبیرة عند اعتبارها معادلا موضوعیا یوازی ما یحدث فی عصر الشاعر , "ولذلك فقد ظلت الأسطورة عودا سخیا للشعراء فی كل عصر وفی كل بقعة یجسدون عن طریق معطیاتهم الكثیر من أفكارهم ومشاعرهم مستغلین ما فی لغة الأسطورة من طاقات إیحائیة خارقة"(*) , " لذا یمكن اعتبار أن دراسة أسطورة ما كافیة لان تبرز صورة هذا المجتمع إبرازا كاملا فی جمیع نواحی حیاته , فهی معبرة عن أشواقه وصراعاته وارتفاعه وزلاته أیضا"(*) .
ولكن هل یمكن لأی شاعر مهما كانت ظروفه أو ظروف مجتمعه أو عصره أن یستلهم ما شاء من الأسطورة ؟ قطعا لا , فلا بد للشاعر أن یعی جیدا عند استخدام الأسطورة ولا بد " أن یحس بان استخدام هذه الأسطورة حاجة فنیة , لا یتم لتجربة الشكل على النحو الأكمل إلا من خلالها , أما محاولة التلفیق المصطنع بین التجربة وأیة أسطورة لا توائم حاجاتها التعبیریة فیه جنایة على الأسطورة والتجربة الشعریة .
وهذه لیس من شیم شاعرنا الفلسطینی معین بسیسو بل وكل الشعراء الفلسطینیین ؛ لأنهم عاشوا تجربة مریرة من ظلم وقهر وتعسف وكل ما یمارسه الاحتلال الإسرائیلی ضد شعبهم المجروح , لذلك كان استخدامهم للأسطورة استخداما موافقا بكل ما تحمله الكلمة من معنى , فقد" استقى الشعراء الفلسطینیون رموزهم الأسطوریة من منابع شتى وعالجوا موضوعات سیاسیة واجتماعیة وواقعیة عبروا من خلالها عن البطولة والتجدد والانبعاث والتشبث بالأرض والوطن والهویة"(*) , ففی قصیدة (القمر المحنط) یوظف الشاعر الفلسطینی معین بسیسو أسطورة حرب طروادة لیعبر من خلالها عن الوطن الضائع فلسطین وتخلی العرب عن هذه البقعة المغلوبة على أمرها یقول :
یا وطنی
یا قمرا محنطا صغیر
احمله فی حقیبة السفر
مهاجرا على جواد من خشب
ابحث عن طروادة العرب
مهاجرا شرید (*)
لقد كانت الهزیمة عام 1967 وما أدت إلیه من نتائج وهجرة الفلسطینیین خارج أرضهم بمثابة تحطیم لكل أمال الفلسطینیین , وبمثابة صدمة قویة وقعت على تفكیر كل فلسطینی وخاصة الشعراء والمفكرین فی ظل صمت عربی رهیب مكتف الأیدی , فكتب الشاعر هذه القصیدة لیعبر من خلالها عن وضع الشعب الفلسطینی بعد تلك الهزیمة , فجواده الذی رحل علیه من فلسطین ما هو إلا جواد خشبی لا یتحرك , وبالتالی لا یدری إلى أین یذهب , وهو یحلم بان یذهب إلى مكان محصن یحتمی فیه , یحلم أن یذهب إلى أی طروادة من الدول العربیة حتى تحمیه من بطش الاحتلال الغاشم , لان طروادة فی ذلك الزمن تعبر عن الصمود والتضحیة فقد استطاعت الوقوف فی وجه الیونان عشرة أعوام , لذلك یتمنى الشاعر أن تقف إحدى الدول العربیة وقفة طروادة فی وجه الاحتلال الصهیونی .
المصادر والمراجع :
أولا / القرآن الكریم
ثانیا / المصادر :-
1- الأعمال الشعریة الكاملة , معین بسیسو , الطبعة الثانیة , دار العودة , بیروت ,1987م.
2- ألف لیلة ولیلة , رشدی صالح , دار مطابع الشعب , المجلد الأول .
3- الإلیاذة , الملحمة الخالدة لشاعر الیونان القدیم هومیروس , ترجمة أمین سلامة , الطبعة الثانیة , دار الفكر العربی , القاهرة , 1981م .
ثالثا / المراجع :-
1- الأسطورة فی الشعر الفلسطینی المعاصر , احمد جبر شعت , الطبعة الأولى , مكتبة القادسیة , خان یونس , 2002م .
2- استدعاء الشخصیات الراثیة فی الشعر العربی الحدیث , د علی عشری زاید , دار الفكر العربی القاهرة 1417هـ / 1997 م .
3- التراث أثره وتوظیفه فی مسرح توفیق الحكیم , وطفاء حمادی هاشم , المجلس الأعلى للنشر 1998م .
4- التراث الإنسانی فی شعر أمل دنقل , د جابر قمیحة , القاهرة .
5- التراث الشعبی الفلسطینی ملامح وأبعاد , د خلیل إبراهیم حسونة , مكتبة الیازجی , غزة 2002م .
6- التراث فی شعر رواد الشعر الحدیث , د احمد عرفات الضاوی , الطبعة الأولى , مطبعة البیان , 1998م .
7- الموسوعة فی الأدب العربی , عبد الله بن المقفع , جورج غریب . دار الثقافة , بیروت.
8- آفاق الرؤیا الشعریة (دراسات فی أنواع التناص فی الشعر الفلسطینی المعاصر) , د إبراهیم
نصر موسى , الطبعة الأولى, وزارة الثقافة - الهیئة العامة للكتاب , 2005م .
9- بدیع الزمان الهمذانی رائد القصة العربیة والمقالة الصحفیة , د مصطفى الشكعة , الطبعة الأولى, عالم الكتب , بیروت , 1403هـ - 1983م .
10- توظیف التراث الشعبی فی المسرح العربی فی مصر , د أحمد صقر , مركز الإسكندریة للكتاب .
11- دفاتر فلسطینیة , معین بسیسو , منشورات صلاح الدین , القدس , 1980 م .
12- فی التراث والشعر واللغة , د شوقی ضیف , دار المعارف .
13- ما قالته غزة للبحر , دراسة نقدیة فی تجربة معین بسیسو الشعریة , د نادی ساری الدیك , الطبعة الأولى , وزارة الثقافة الفلسطینیة , رام الله , 1998م .
14- معین بسیسو حیاته , شعره , مسرحه , بسام علی أبو بشیر, دار الثقافة العلمیة , الإسكندریة .
رابعا / الرسائل الجامعیة :-
1- توظیف التراث فی الشعر الفلسطینی المعاصر , صلاح البردویل , رسالة دكتوراه , جامعة عین شمس – الجامعة الإسلامیة - غزة 1422هـ - 2001م .
2- توظیف التراث فی ثلاثیة السبعاوی , إعداد الطالبة باسمة صبح , رسالة ماجستیر , جامعة عین شمس – جامعة الأقصى 2002 م .
خامسا / المجلات والدوریات :
رؤیة نقدیة فی أعمال الشاعر معین بسیسو المسرحیة , د غسان عبد الله وكتاب آخرون بعنوان "لم تسقط من یده الجمرة" , وهی دراسات وقصائد فی الذكرى الرابعة لرحیل معین بسیسو , اتحاد الأدباء والكتاب الفلسطینیین , 1988م .
نظرات شما عزیزان:
آخرین مطالب
پيوندهاي روزانه
آرشیو مطالب
لينک هاي مفيد
امکانات وب
